عربي من الخليج ... سعود الفيصل نموذجا
ما شاهدته اليوم على شاشة الجزيرة , و مباشرة من المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية السعودي و هو أمير كغيره من الوزراء فكلهم أمراء لأن بلاد قبلة المسلمين لا تنجب عباقرة من أبناء الشعب...فلا أحد يستطيع شغل تلك المناصب السامية و الصعبة و المعقدة المهام سوى الأمراء...هذا الرجل الذي جلس وسط اثنين آخرين أحدهما أمين عام مجلس التعاون الخليجي و الآخر لا أعرفه لكنه ليس مختلفا كثيرا فهو منتفخ البطن و تحت الصفر أيضا
تلا الأمين العام البيان الختامي الذي صدر عن القمة التي جمعت أهرام السلطة بالخليج...دون أن ينسى الأمين أن يدعو لأصحاب السمو و الفخامة بأن يحفظهم الله...على الأقل أفرحني أن أعرف أن مصطفى العلوي ليس يتيما
البيان الختامي هذا الذي لم يتجاوز عدد أسطره عددها في مقالي هذا إلى حدود هذه الكلمة. و لكن المحتوى كان أدهى و أمر ... فقد اتفق أصحاب الفخامة على مناقشة صرخات أطفال غزة و دوي تفجير المستشفيات و المدارس في قمة الكويت ... و هي القمة التي خطط لها مسبقا على أنها قمة اقتصادية ستجمع المجتمعين من أجل البيزنس ..
أم أكثر ما آلمني في هذا المؤتمر فهي إجابات سعود الفيصل .. ذو النسب الشريف .. و في أجابات لم تتجاوز حدود بضع كلمات فربما قاموسه اللغوي لا يسمح له بالإستمرار في الكلام مدة لابأس بها ... و ربما هو يعاني من أمراض مزمنة أو إعاقة مستديمة...و طريقة مشيه تؤكد صحة فرضيتي هذه.. فقد شاهدته يزحف بين أروقة الأمم المتحدة - عبر التلفاز طبعا - و ما أعجبني فيه أنه لم يكن تحت الصفر آنذاك
أقواله و أجوبته في هذا المؤتيمر - تصغير مؤتمر- أشعرتني بالقهر و الغثيان و رغبة ملحة في شنق هذا الشخص و تخليص الصحفيين من إجاباته التافهة و التي لا تعبر إلا عن استهزاء هؤلاء الناس بدماء شهداء و جرحى غزة.. ولو كنت سعوديا لبكيت وخجلت من نفسي كوني من شعب هذا التافه الغبي ...لكن و الحمد لست كذلك
السيد الوزير الأمير أجاب بكل اختصار رغم أن لا أحد طلب منه أن يختصر .. أجاب عن سؤال صحفي تساءل كيف ستساعد دول الخليج شعب غزة .. فقال سعود بأن الهبات ستكون سخية
و كأن الفلسطينيين في غزة في أمس الحاجة إلى الدينار البحريني و الخبز السعودي و التمر الكويتي ...مستهزءا بكل شرفاء العالم الذين ينتظرون منه و من أمثاله قرارت حازمة إن لم تكن عسكرية فلتكن سياسية اقتصادية على الأقل عبر توقيف الإستيراد و التصدير و قطع العلاقات مع إسرائيل و من وقف في صفها ... فالطفل الصغير يعلم أن النفط السعودي هو الذي يحرك العالم ... و النفط و الغاز الخليجي مجتمعا قادر على استصدار قرار من مجلس الأمن في عدة ساعات دون خوف من الفيتو الأمريكي
أقول هذا الرجل المسكين دفعتني إلى البحث عن المزيد من مواقفه التي عرفت أنه ستكون مأساة و عارا في جبين هذا النظام الذي ينصب مثل هؤلاء الآدميين مسؤولين ... و على الشعوب التي تتحمل مثل هاته العقليات
فسعود الفيصل لم يتوانى يوما في تحميل حزب الله مسؤولية كل أزمة تحدث في لبنان..بدءا بالإنقسام الداخلي و الإغتيالات و حتى حرب الثلاثة و ثلاثين يوم
كما لم يتردد في تحميل إيران مسؤولية الحرب الطائفية في العراق
سعود الفيصل كان له الشرف أن يكون أول من يشبه أمين عام المقاومة اللبنانية السيد حسن نصر الله بشارون الجديد
كما قال الأمير حين تمت قرصنة السفينة السعودية في مياه الصومال أن القرصنة عمل إرهابي .. لكنه حتى الأن لم يصف مجازر غزة بذلك
الأمير العجوز و هو وزير خارجية منذ 30 عاما قال أيضا لنظيره السوري وليد المعلم أننا لن نكون معكم إذا دخلتم الحرب مع إسرائيل ...و إسرائيل التي وصف الفيصل جيشها بجيش الدفاع الإسرائيلي في أحد المؤتمرات
من وجهة نظري ..لم يتبق للأمير و معه النظام السعودي و من تبعه من مصريين و أردنيين و تونسيين و.. سوى ضم صوتهم إلى صوت الصهيوني أفيغدور ليبرمان لمطالبة إيهود باراك بقصف قطاع غزة بقنبلة ذرية تنهي حماس القطاع و من معها من الإرهابيين و تشتت ما تبقى من جسد لؤي صبح و الفتاة مبتورة الرجلين جميلة .. لكن على هؤلاء ألا ينسوا أن حماس لها الآن جيوش في كل الدول الإسلامية و عليها السعي جاهدا لتصفية هؤلاء قبل أن تقوى شوكتهم ... و لحسن حظ إسرائيل أن حماس الضفة ستختفي هي أيضا .. فعصابات أبومازن خبيرة في أعمال تصفية و تعذيب و قتل المقاومين ...
